الكاتب : محمد حامد الأحمري الأسعار بريال العماني🇴🇲


6.8 

المزيد من التفاصيل


يأخذك هذا الكتاب الفريد في رحلة ممتعة مع الكتب وكُتَّابها، تسجيلاً لأثرها على نفس المؤلف، وذكرياته معها: متى قرأ هذا الكتاب، أين قرأه، وما الانطباع الذي توَّلد عنده حينما قرأه، وهل لا يزال هذا الانطباع دقيقا أم تغيَّر مع مرور الزمن ونُضْجِ الكاتب واتساع رؤيته، ولماذا هذا الكتاب أو ذاك مميزًا، وما السر الذي جعله يعيش ويشتهر ويؤثر، وهل كَتبَ الكاتبُ نفسه كتاباً أفضلَ منه.

وبين صفحات هذا الكتاب حديث مستفيض عن الكُتَّابِ أنفسهم: عاداتهم في التأليف، كيف تأتيهم الفكرة، هذا أتته حينما انعزل عن الناس ونعم بالهدوء، وهذا جاءته وهو وسط الزحام مؤتنسًا بالضجيج. 

مؤلف الكتاب هو المثقف السعودي الدكتور محمد حامد الأحمري، وقد أراد أن يبسط لنا مائدة الكتب المهمة التي قرأها خلال الأربعين عامًا الأخيرة من عمره، وهذا وجه مهم من أوجه الإفادة في هذا الكتاب،
إنَّ هذا الكتاب أشبه بدليل مسافر في صحراء، يقدمه خبير بدروبها ومسالكها، عارف بوديانها وواحاتها، فيسير بك إليها دون مشقة لتنعم بمائها وفيئ ظلها. 

ولأنها رحلة فإنها لا تخلو من سمر ٍومسامرةٍ، فتسمع فيها صوت المؤلف مبديًا رأيًا سريعًا على كاتب أو معلِّقًا على كتاب، وقد يطلق حُكمًا على تيار فكري أو مذهب فلسفي توافقه فيه الرأي أو تختلف، تجد ذلك بلغة عربية جزلة، أصقلتها القراءة في كتب الأقدمين، وقوَّمتها ذاكرةٌ حافظة لعيون الشعر. 

يكشف لك هذا الكتاب بعضًا من تأثيرات البيئة المحافظة في السعودية وأثرها على العقل الحر الراغب في أن يعيش ثقافة العصر ويطّلع -دون قيودٍ- على ما فيه. 

ربما لو صغر حجم الكتاب الذي قارب الـ ٤٨٠ صفحة لكان أقل إرهاقا للقارئ، وربما لو اهتم الكاتب أكثر بالفكرة الأساسية للكتب المهمة التي أشار إليها فزاد في بسطها لكان ذلك أفيد من المرور السريع على أغلبها مع تلك الإشارات العَجْلَى التي تُشْبِهُ إشارات سائح يخشى فوات موعد الطائرة.

“مذكرات قارئ” الصادر عن دار الخلود كتاب ثري، مفيد، يجعل سيرك في طرقات الإبداع الفكري متأملًا “فاترينات" العرض متعة ومسيرتك بين ردهاتها مَحْمَدَة.