فهم القوى التكنولوجية الـ12 التي ستشكل مستقبلنا تأليف : كيفن كيلي ترجمة : عبدالرحمن أياس


6 

المزيد من التفاصيل


«في قلب كل تغير مهم في حياتنا اليوم تقبع تكنولوجيا من نوع ما. فالتكنولوجيا هي مسرّع الإنسانية. وبسبب التكنولوجيا يكون كل ما نقوم به في عملية التحوّل. فكل شيء يصبح شيئاً آخر، في حين يتمخّض من «ربما» إلى «هو». كل شيء في تغير مستمر. لا شيء يجهز. ولا شيء يكتمل. وهذا التغير الذي لا ينتهي هو المحور المركزي للعالم الحديث».

بهذه العبارة التي يضمّنها في مقدمة كتاب «الحتمي»، يستعرض المحرر التنفيذي المؤسس لمجلة «وايرد»، كِفين كِلـِّي، 12 قوة من القوى التكنولوجية الحتمية التي ستشكّل السنوات الثلاثين المقبلة وهي تمثل بمثابة اتجاهات واسعة النطاق تحكّمت فيما حصل لنا من تغيّر تكنولوجي.

وبحسب المؤلف، فإن الظروف الأساسية التي ولّدت هذه الاتجاهات لا تزال نشيطة ومتنامية؛ مما يشير بقوة إلى أنها ستستمر بالزيادة في العقود القليلة المقبلة. وما من شيء في الأفق سيقلّصها. بل إن القوى التي قد نعتقد أنها تستطيع أن تعرقلها، مثل الجريمة أو الحرب أو تجاوزاتنا الخاصة، تتبع أيضاً هذه الأنماط الناشئة.

وينوّه المؤلف إلى أن نوع الحتمية الذي يتحدث عنه في العالم الرقمي هو نتيجة الزخم، زخم التحول التكنولوجي المستمر. فحالات المدّ القوية التي شكلت التكنولوجيات الرقمية خلال السنوات الثلاثين الماضية ستستمر بالتوسّع والرسوخ خلال السنوات الثلاثين المقبلة.

ويعتبر الكاتب أن التغيّر المستمر هو أكثر من مجرد «أن الأشياء ستكون مختلفة». هو يعني أن العمليات – أي محركات التغير المستمر – هي الآن أهم من المنتجات، مؤكداً في الوقت ذاته أن أكبر اختراعاتنا في المئتي سنة الماضية لم يكن آلة أو أداة محددة بل اختراع العملية العِلْمية نفسها. وبمجرد أن اخترعنا المنهج العلمي «Scientific Method»، استطعنا على الفور إبداع الآلاف من الأشياء المذهلة الأخرى التي لم نكن لنكتشفها في أي طريقة أخرى. وكانت هذه العملية المنهجية للتغير والتحسين المستمرين أفضل بمليون مرة من اختراع أي منتج محدد، فالعملية ولّدت مليون منتج جديد خلال القرون التي تلت اختراعنا لها