اسم المؤلف: مصطفى مرغوب عدد الصفحات:296 السنة: 2021


7 

المزيد من التفاصيل


منذ أن كنت طفلاً صغيراً، وأنا أرى تناقضاً بين ما أراه

وأسمعه وما أعتقده وأؤمن به. وكنت منذ نعومة أظفاري مؤمن

بأن الله عادل وهّاب، ومع ذلك ففي السنة الثانية من عمري

حدد لي الأطباء «مصير حياتي » بأنني لن أتمكن من المشي على

قدميّ وذلك بسبب مرض يدعى ضمور العضلات. وكنت أفكر

دائماً إذا كان الله عادلاً، فلماذا حُرمتُ من شيء لن يمكنني

أن أحدد مصيري وأعيش حياتي كالآخرين بسببه؟ وكأي طفل

يفكر بطريقةٍ «إيجابية » لم أستسلم لما أخبرني به الأطباء،

وبكل صراحة لم أهتم لحالتي الجسدية. فكل ما كنت أريده هو

أن أعيش الحياة التي أريدها.

درست في البيت المراحل الابتدائية الأولى، وبعد تعلم

الأساسيات، انخرطت في كل شيء يخطف قلبي وأشغف به،

فمن عمر السابعة وإلى الثامنة عشرة من عمري تعمقت في

علوم الحيوان وتربيتها حتى أصبحت خبيراً يستشيرني أطباء

الطب البيطري، وقضيت مئات الساعات في دراسة الفلك

حتى قام واحد من علماء الفلك في الوطن العربي بالإشارة

إليّ وتزكيتي وأنا في دورة كأحد الحضور المتواضعين لديه،

ومن ثم الكثير من الاختراعات الإلكترونية، حيث اخترعت

الكثير بمساعدة أخي، واحترفت علوم الحاسب الآلي حتى

أصبحت أحد الناشرين في مجلة فرنسية لقطع الكمبيوتر،

وكنت مستشاراً لكثير من المنتديات على الأنترنت، و لدى عدد

لا يحصى من العملاء، وأتقنت اللغة الإنجليزية كتابة وقراءة

وتحدثاً، حتى أنني ألقيت خطابات تحفيزية على مستوى الشرق

الأوسط بالإنجليزية.

ولكن لحظة؟ لماذا أخبرك بهذا كله؟

ببساطة لأنه يتناقض مع كل ما قاله لي الجميع