تأليف : منى اللبان الأسعار بريال العماني🇴🇲
كرسي الرغبات، عندما تكتب أخصائية علاج نفسي (رواية)، أعتقد بأن تلك الجملة كافية لتثير الفضول والتشويق والرغبة، هي عتبة مهمة للولوج إلى عالم غرائبي، عالم النفس الإنسانية، نحتاج أن نغوص إلى أعماقنا ونتجرد من كل القيود ونرمي الأقنعة لنلامس النقاط الساخنة وفوهات البراكين الراكدة في النفوس لنثيرها وترمي كل حممها إلى الخارج لنستريح من أثقال تنوء بحملها الأجساد، وأفضل مكان لذلك هو كرسي الأخصائي النفسي، (كرسي الرغبات).
مغامرة مجنونة أن تكتب أخصائية علاج نفسي رواية في مجال عملها، ولكني أراها شجاعة منقطعة النظير ما أعطى الرواية بعداً حقيقياً في زمن يبحث فيه الناس عن القصص الحقيقية، المدى المكاني للرواية المعلن هو لندن ولبنان، ولكنني أراه الكرسي وبالأدق النفس البشرية، نجحت منى اللبان بحكم عملها في إضفاء قيمة كبيرة على الرواية فاستخدمت الكثير من التطبيقات في العلاج النفسي، فنراها تبدأ بتحليل الشخصية من لحظة دخولها بوصف لغة الجسد وتأويلاتها، ومن ثم تبدأ بسبر أغوار الشخصيات إلى أن تصل إلى الخلل فتبدأ ببيانه وعلاجه بلغة جميلة وسهلة وانسيابية. عالجت منى اللبان الكثير من المشاكل في الرواية أو عرضتها منها الغربة والحب والمثلية والتطرف الديني.
الرواية محكمة ومحبوكة مشوقة واللغة المستخدمة جميلة وسلسة والتنقلات ذكية واختيار أن تكون بطلة الرواية هي الراوي يعتبر ذكاء من الكاتبة وهذا ما لمسناه في الحوارات النفسية الكثيرة للطبيبة المعالجة، والأجمل أن البطلة أيضاً لم تكن مثالية أو كاملة وهذا يعكس حقيقتنا كبشر.
كرسي الرغبات رواية عن الخواء الداخلي والضياع، نريد أن نشد الركاب لنخوض رحلة إلى داخل كل منا، كرسي الرغبات رحلة لاكتشاف النفس
بقلم الروائي عبيد بوملحة