تأليف: لارس سفيندسون ترجمة: ناصر عبدالحميد


7 

المزيد من التفاصيل


يصعبُ علينا تخيّلُ إمكانية وجود عالمٍ مثير يخلو من عاملِ الخوف تمامًا. ففي عالمٍ آمنٍ تمامًا، يمكنُ للخوف أن يكسر رتابة الحياة. ويمكن للشعور بالخوف أن يرتقي بحياتنا. ليس أمرًا جيدًا أن تعيشَ في ظلّ الخوف. "والإنسانُ الذي يخشى المعاناة يُعاني الخوف سلفًا". كما يصعُب علينا أن نتخيّل زوالَ الخوف نهائيًّا. يقول جوزيف كونراد Joseph Conrad في هذا الشأن:

يبقى الخوفُ أبد الدهر. بوسع المرء تدمير أيٍّ من مكنوناته: الحب والكراهية والإيمان وحتى الشك، بيد أنّه لا يستطيع التخلّصَ من الخوف ما دام متمسّكًا بالحياة: ذاك الخوفُ الحاذق الرهيب والعصيُّ على التدمير الذي يتغلغل في كيانه، ويشوب أفكاره، ويتربّص بفؤاده، ويراقب كيف تعتلجُ شفتاه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

تنطوي هذه الكلماتُ على مغالاةٍ فيما يتعلّق بالدَّور الذي يلعبه الخوف في حياة الإنسان، حيث يُصوَّ الخوف على أنّه الشيء الوحيد الباقي بعد أن يفنى كلّ شيء آخر. ويعتمد الدور الذي يلعبه الخوف في حيواتنا على قدر ما نسمحُ له أن يفعل. فمن الممكن بالنسبة إلينا أن نحاول التصدّي للروتين الذي يفرضه الخوف، ويمكن أن نحاول استبداله بالأمل.